أرشيف

ثوار عدن يدينون “التخاذل” الأممي


أدانت مكونات ثورية وسياسية بمدينة عدن جنوبي اليمن ما وصفته بالمواقف السلبية والمتخاذلة للأمم المتحدة والدول الفاعلة المشاركة في إدارة ملف ثورة الشعب اليمني ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وفي الأثناء أعلن الثوار في عدن عن تشكيل هيئة تنسيق لتصعيد العمل الثوري في الساحات ووقف الاختلال الأمني الذي تشهده المدينة.

وأعربت المكونات بعدن في مذكرة وجهتها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن أسفهم لمواصلة بعض الدول على الصعيدين الإقليمي والدولي موقفها بتوفير غطاء الحماية لبقايا نظام الرئيس صالح، وتجاهل كل تقارير الإدانة الصادرة بحقه من قبل المنظمات الدولية والإقليمية والعربية المدافعة عن حقوق الإنسان.

وطالبت المذكرة المنبثقة عن اللقاء التشاوري الثاني للمكونات الثورية والسياسية بعدن أمس الأمم المتحدة بالتدخل السريع والحازم من أجل وقف فوري لما وصفتها بالمجازر والانتهاكات التي يرتكبها بقايا نظام الرئيس صالح في عدد من محافظات اليمن بحق الشعب المدني الأعزل.

توحيد وتصعيد
وقال الناطق الإعلامي باسم اتحاد القوى الثورية في عدن علي قاسم إن عقد اللقاء التشاوري لتوحيد المكونات الثورية خطوة مهمة تهدف إلى توحيد الجهود الثورية نحو التصعيد الفعلي وتحويل الساحات إلى قوة فاعلة في الحسم الثوري “بدلاً من بقائها للعمل كلجان ومكونات لحل الأزمات التي يصطنعها النظام في المدينة”.

وأوضح في حديث للجزيرة نت أنه تم تدارس التصعيد ووضع آلية لإحداث زخم جماهيري أكبر في عملية التصعيد الثوري خلال اليومين القادمين بعدن.

وقال إن “المذكرة المنبثقة عن اللقاء للأمم المتحدة خطوة أولى للفت انتباه العالم إلى أنه تأخر كثيرا عنا، وما نريده من الأمم المتحدة هو أن تعكس طبيعة الجرائم التي تحدث في اليمن والوضع الحالي بحقيقته في أننا نعيش ثورة ولا نعيش أزمة سياسية كما يروج البعض ويحاول النظام أن يسوقها”.

وقال إن “هناك مجازر تحدث في تعز وأرحب وهناك جرائم منظمة ضد الإنسانية تقودها ألوية الحرس الجمهوري وأجهزة الأمن القمعية المتمثلة في الأمن المركزي والقوات الخاصة التابعة لأسرة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح”، داعيا إلى وقفة أممية جادة ضد هذه “المجازر”.

ومن جهتها قالت رئيسة اتحاد سيدات الأعمال في عدن الناشطة السياسية والحقوقية كلثوم محمد ناصر إن “الأمم المتحدة همشت بشكل واضح وجلي قضايا اليمن، وإن هناك قصورا خارجيا في فهم الوضع العام في اليمن يقتضي على الثوار توضيح كثير من الأشياء حتى يكون هناك تواصل”.

وعزت كلثوم في تصريح للجزيرة نت السبب في هذا التهميش إلى أن “هناك مصالح دولية للمنطقة بشكل عام بسبب الموقع الجغرافي وبعض الارتباطات لقوى إقليمية وقوى دولية تؤثر على أشياء كثيرة في التدخل الأجنبي في هذا البلد”.

هيئة تنسيق
وكان المشاركون في اللقاء التشاوري الثاني لممثلي المكونات السياسية في عدن البالغ عددها أكثر من 15 مكونا قد أعلنت توحدها وانضواءها في إطار “هيئة تنسيق المكونات السياسية والمدنية بعدن”.

وبحسب عضو الإتلاف الوطني الديمقراطي بعدن الدكتور طه محمد علوان فإن الهيئة المعلن عن تشكيلها ستسعى إلى توحيد الجهود في الجانب السياسي عبر تفعيل كافة القوى الثورية في الساحات بتجميع الجهود وتصعيد الحسم الثوري، وفي الجانب المعيشي والأمني عبر تفعيل دور اللجان الشعبية للحفاظ على الأمن والممتلكات العامة والخاصة بالمدينة.

وأشار علوان في تصريح للجزيرة نت إلى أن هناك خطة عمل تصعيدية سيتم إعدادها والإعلان عنها خلال لقاء قادم.

ويأتي عقد هذا اللقاء التشاوري بعد مخاوف الثوار في عدن من انتشار حالة الانفلات الأمني، حيث ما تزال المدينة تشهد قيام مسلحين مجهولين خلال الليل بترويع الأهالي بإطلاق النار ونصب نقاط التفتيش في شوارع البلدات وإيقاف حركة المرور، دون أن تشهد تلك الأعمال أي اعتراض عليها من قبل الأجهزة الأمنية وفق ما ذكرته مصادر محلية.

 

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى